٢٠٠٧/٠٦/٠٣

بوذيون


بوذيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون !!

قبل يوم واحد من عيد ميلاد المسيح رايت مجموعة من السويديين و في ساحة مركز المدينة, يلبسون زي"عرفت من انه زي بوذي بعد سماعي صلاة الهاري كريشنا والتي عرفتها عندما جاء بها أخي ماهر في سنين السبعينات عنما عاد من الهند في رحلته الاولى وحاملا معه آلة وترية اسمها سيتار".. امام الملء أربع نساء وشاب وصبي في الرابعة عشر من العمر, يحملون الطبلة و الدف, يعزفون و يغنون!!! أي ثقة وأي حرية تعبير !! ألا يهابوننا نحن الذين جئنا لبلادهم حاملين كل قمع البشرية على اكتافنا .. !! ألا يرون كل هؤلاء البدو الرحل و هم لايزالون غير جاهزين في طريقهم الى الحضارة الفكرية الانسانية .. !! كم أحببتهم .. و كم أتت على ذاكرتي الدبكات و الاحتفالات في الشوارع بمناسبات ميلاد الحزب و الثورة التي قتلت بنا نحن ابنائها..... حريتنا ..!

مسيحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون !!

بعد يوم من المقت و المشاكل مع زوجتي قررت الذهاب لصديقي طارق الذي دعاني ولمرات عديدة لبيته الجديد بعدما انتقل الى ضاحية من منطقة استوكهولم, و لأرى الموبيليا الجديدة التي اتى بها من الصين.

المحطة الرئيسية في البلدة التي اعيش بها على بعد 15 دقيقة من البيت الذي اسكنه. وبسبب ضيق اليد بعد اربع سنوات من البطالة الغير مدفوعة, نزلت مشيا على الاقدام, عابرا الساحة الكبيرة التي تجمع عدد من الناس حول 12 عازف و عازفة من جيش الخلاص و هو ليس جيشا للحرب بل جيشا للسلام. هو بالطبع ومن الاسم يعرف بانه يتبع المسيح بما أنه المخُلص, وهو مؤلف من متطوعين اغلبهم من المتقاعدين الذين يقفون في الشوارع و في أقسى اوقات الشتاء برودةً يحملون تلك الكاسات البلاستيكية و بلباسهم الكحلي و قبعاتهم الجميلة, لجمع التبرعات لفقراء العالم .. أوركسترا حقيقية وعزف رائع, بها نساء جميلات بذلك الزي الازرق الذي يمزيهم ومع قبعات عليها شعارهم !! حقيقةً ..يالله كم شعرت بأني لازلت بدويا .. البس الجينز و لا اعرف العزف على القصب و الغنم كله ضاع مني ... أنا النتوء الذي يطلق عليه في التعبير العلمي تشوه خلقي او عيب صناعي..

أنا.

انا هنا ..

لا تحزنوا علي!! انا الذي دللت على مكان قتلي و جثتي و اعترفت باني انا القاتل .. لكني لم اكن حاضرا وقت تنفيذ اعدامي .. كان لدي شيء واعتذرت عن الحضور .. الجميع قبل العذر ... كنت اقتل نفسي مرة اخرى ..

بعد دعوة من أحد أصدقائي إلى إحدى بارات العاصمة استوكهولم, فأنا الآن باستطاعتي القول لكم عدد المرات التي ذهبت بها لبار او لمرقص, و أنا الذي لا أعرف العد حتى الخمسة ..

كان ذلك البارحة بعد عشاء في مطعم فلسطيني صغير مقابل البار. شاورما و بعض البطاطا و كوكاكولا و بعض الذكريات .. يكفي لوجع معدة بعض الوقت ..

البار صغير به الكثير الزبائن بينهم بعض النسوة تراوحوا بين جميلات الى متوسطي الجمال ولكني احببتهم جميعاً.

التقينا بصديق لاذقاني بعد ان سبق اتفاقنا بأن نلتقي هناك , شربنا بعض البيرة و ضحكنا قليلاً.. ساعة أو ساعتين كانت تكفي لتأكد بأنني لم أعد أنتمي للبشرية التي تأت هنا.. أوروبا .!

خجــــــــــــــــــــــــــل

كلما صادفني أحد ما يعزف آلة موسيقية أشعر بخزي أكثر من كل هزائم الامة العربية , خجل شديد ينتابني مع قهر حارق بأني لم اتعلم العزف على أي شيء و أن كان ليس آلة موسيقية ... أي شيء يمكن أن يسعدني لا أستطع أن أديره لصالحي , ما نفع كمان يملكه مشلول .. ما نفع حياة لا تملك روحاً .. و لا موسيقى.

هنا

هنا لدي أربع أشخاص أتواصل معهم دون جمع عائلتي التي تتألف من زوجتي وولداي و حماتي .. أربع اشخاص .. و بينهم واحد فقط استطع التواصل معه دون برتوكولات وهو صديق قديم لي من مدينتي أما ما تبقى فهم أحد جيراني وزوجته وهم سوريين وآخر وهو صديق من العراق تمتد صداقتي معه ثلاث سنوات .. أنا الذي اتهم بتعدد الاصدقاء ..

قال أحدهم لي في سهرة دعاني لها عنده, تعليقاً على قول لي بأني خاص و شرحي الحالة بأن هناك أربع خطوط افقية, والعام يحتل تلك المساحة التي تفصل الثاني و الثالث وهي بالطبع كبيرة أما ما تبقى فالخطان المتبقيان فتفصلهما عن البقية هامش قصير و هنا يقبع الخاص , العالي فهو خاص ايجابي بالمفهوم العام و السفلي فهو العكس ..و مع اني قلت له بأنني ربما بالمنطقة السفلى أي الخاص السلبي, قال لي بأنني لست متمكناً من لغتي و بأني أشرح ألغازاً ..!! وكأنه قد فهم كلامي كمحض تباهي بنفسي. هذا ما دفعني بأن أدافع عن نفسي و كأنني متهم بما وصل لمفهومه!!. و بدات المرافعة, بأني لم اقل بحياتي بأني متمكن من أي شيء في حياتي و أنني أعتذر بأنني لم أستطع الوصول الى الأقنية الصحيحة لأدخل التركيبة المعقدة علي لفهمه .. و مع انني بقيت و لفترة طويلة أتكلم هراء و أهذر , كان لدي الفهم الكافي بأني .. وقعت في مستنقع ضحل لا خروج منه إلا و الوحل قد دخل في كل مسام من جسدي .. رجعت البيت و انا أفكر بأن علي الكف عن هذه المهاترات فهنا ليست

أرضي و أنا لست أنا !!..

أبو علـــــــــــــي!!

في كل مرة أدعي لبيت صديقي ابو علي .. اشعر بأنني اأروي عطش قديم من الماضي و من الحاضر لما لهم من معزة و تميز و كرم, و بما أنني احدى النباتات الضارة و الغريبة في المجتمع السويدي أجد عندهم, نفسي الضالة و حنيني لكل ما يمت لهذا الماضي ..

أستطع القول بأن لدي أصدقاء , بعد أربع من السنين وجدت بشر يقبلون بي هنا , وهذا ليس سهلاً , و أعني بأنك و ببساطة يمكنك التواصل مع بشر من ثقافتك .. عندهم أشعر بأني عند أحد أصدقائي في اللاذقية و ببساطة يمكن للسهرة و النقاش أن يمتد حتى الثانية بعد منتصف الليل!!كم انا ممتن .. للقدر الذي أتى بهم في طريقي .

هرطقـــــــــــــــــــــــــــة !!

في الاسبوع الماضي قررت الثورة على نفسي و بان الوقت قد حان للتغيير .. قبل البدء بالهجوم وشى بي جبني فقتل كل أركان ثورتي ورميت انسانيتي بالرصاص أمام أعيني ..

كم من الجميل أن يخترعوا آلة الزمن فقط لأغير لحظة واحدة من حياتي..

ما يميز البشر عن الآخرين أنهم فريدون , كل مخلوق ان كان بشري ام لا فهو فريد .. يختلف بطريقة ما عن الآخر, و بما أن الفرادة تعتبر اختلاف فعلينا أن نحيا مع هذا الاختلاف الذي يحيطنا, بل و نقبله, باعتبار بسيط باننا مقبولون ايضا من الآخرين .. لماذا نلغي الآخر بسبب اختلافه عنا أليس أيضا نحن من نختلف عنه !!

الزواج ..

قال لي صديق ...الفرق بين الزوجة و العشيقة .. واحدة تهرب منها و الثانية تريد المجيء اليها .. من يقول العكس .. فهو نبي أو خليفة ذو أربع زوجات و حريم في كل مدينة ..

بيروت ؟

في هذا الاسبوع حطمت الرقم القياسي في الذهاب الى استوكهولم ... بيروتي الثانية !! التقيت ببشر من مدينتي وآلاف من البشر من الكوكب نفسه, لكنهم كانوا لا يعبؤون بنا, نحن الذين تحطمت سفن أحلامنا وظننا بأن النوم مرة اخرى لا بد بان يأت بحلم لازال قطعة واحدة .. لكننا لم نستيقظ و لم نحلم .. و مازالت شظايا احلامنا تأت كوابيس بين القاطرة و المحطة كلما أتينا إلى استوكهولم ... بيروتي الثانية .

كاتالوكات جنس !!

اسمع لمغني اسمه دون ماكلين .. مات منذ بعض من السنين !! لديه أغنية اسمها الأخت فاطمة .. و أخرى عن فنست , بالطبع فان كوخ ..!! أحببته منذ مراهقتي .. ولا زلت أذكر أغلب أغلفة الاسطوانات ذات ال 33 دورة التي كان كل من منذر و ماهر, أخوّي يأتون بها .. ربما أحببته أكثر من بوب ديلن و جوان بايز و ليونارد كوهن لكنني لازلت أذكر كم أحببت آخرين قبله , سيناترا, أزنافور, جاك بريل, كاش و شلة الكونتري .. التي لا زالت بعض الاحيان تحي بي ذلك الصبي الذي كان يختلس مفاتيح أبيه إما لاستعارة السيارة أو لبعض المجلات الجنس السويدية المحرمة عائليا ..و مجتمعيا .. و !!!!!!!!!!!!!!!!!!! صحياً !! ... كذب

آخر يوم 2006

بعض البيرة ... و بعض الطعام ... و اعدام صدام .. مئات الآلاف ماتوا و أكثر منهم ولدوا و لا زالت الارض المهد و اللحد ... كل عام و كل الالوان بخير و كل الاولاد و الاصدقاء و الاهل و..... بخير !!!

الواقي اللزج

كنت اعتقد و أنا صغير بان الجبنة المثقبة التي نراها في مسلسلات توم و جيري او تلك الافلام الرسومية للصغار و التي تثير بي شهوة ربما ليست جنسية,كما كانت الفتيات الشقر في افلام ال 8 مم تثيرني جنسيا عندما بلغت او قبل !! التي لا استطيع تذكر اسمائها!! هي محض خيال .. الآن.. و بعد 5 سنوات في بلاد الفايكنغ و الجميلات الشقر, افضّل الجبنة المسنرة و البلدية والقريشة وزيت الزيتون بدلا من الواقي و الفازلين !!

دورحضانه الاولاد

بدؤوا الأولاد بالذهاب الى دور الحضانة , طبعاَ هناك اسبوعين للتأقلم والتي يجب على زوجتي أو أنا مرافقتهما وبل تدريجيا. من فترة 30 دقيقة في اليوم حتى اليوم الخامس عشر فتبلغ الدوام الكامل و بعدها يكون الطفل جاهزا للبقاء دون الحاجة لأحد الوالدين !! لكني و للتاريخ لم اشترك بهذا الحقل !! طفلاي و حشد من الأولاد !! اي عقوبة انزلت بي !! و ليس ذنبي سوى .. !! أنني الأب في بلاد يجبر الآباء على أخذ دور الأم 50% .. زوجتي التي قبلت مشكورة و ليست مخيرة بالطبع , الذهاب معهم . أما دوري أنا الباقي في البيت, فما زال الطبخ و الجلي و ترتيب ما أمكن من الحياة قبل أن يأتوا..! ويعيثوا بها فسادا .

مدرسة

الساعة الواحدة صباحاً ثم الساعة الثالثة و الربع ثم الرابعة و الخمس و الأربعين دقيقة استيقظت للمرة الثالثة, علما بأاننى وضعت المنبه على السادسة قررت أن أنهض و ابدأ أول يوم من المدرسة ... وضعت أبريق الشاي و حضرت صحن من اللبنة و العطون و موزة و خبزة كبيرة تكفيني على ما أعتقد لسد غزوات الجوع حتى الساعة الثانية عشر .. دفتر و قلم .. كما جاء في الدعوة أن علي اصطحابهم و بعضا ما تبقى من جسدي ... كان الشاي وحده يكفي ... !

البارحة

كلما يؤلمك شيء ما و ليكن رأسك , تقول للآخرين أنها أول مرة اختبر بها هكذا ألم .. الآلام تنسى .. يوميا تؤلمني حياتي .. فأنساها في اليوم التالي .. البارحة جسد كان حياً و اليوم و هذا الصباح, ولد حسدا آخر و مع أنني لازلت أتذكر على بعد يوم من موت البارحة فان رائحته لا زالت تنخر أنفي فمازال علي أن أدفن جثته في دفتر يومياتي ...

الانترنت

بعد أكثر من ثلاث أسابيع من توقيع العقد!! عندما تلفنت لأسأل شركة الانترنت كيبل لماذا لم أستلم منهم أي شيء !! حتى عذر بالتأخير .. قالوا لي ألم تقرأ العقد .. قلت لهم ... لا !! فرد المجيب ..!! التركيب ربما يتأخر حتى الشهر أحيانا حسب لضغط العمل ... فارتفع ضغطي ...

و الله .

كومفوكس

وتعني بالسويدية تعليم الراشدين او الكبار في السن الذين قطعوا السن القانونية للدراسة في المدارس العامة ..


ليست هناك تعليقات: