٢٠٠٧/٠٦/٠٥

بقلاوة


لا يمكنني أن أحلم ببلد يسكنه بوب ديلان أو جورج بنسون أو ب.ب كينغ أو حتى بروس سبرنكستين الذي أشاهد له أغنية تمثل لي مناظر من أمريكا تذكرني كيف ضعت أنت في السيارة و كنت تروي لي كيف أمريكا التي رأيتها وقت إذٍ .. , مع هذا يخفق قلبي كلما تذكرت حلمي الذي ربما أموت ولا يتحقق و هذا ما يؤكده لي أبي و كل أصدقائي ,, لكنك الوحديد الذي يظهر لي بعض الامل الذي كلما رأيتك أو تذكرتك يحيا بي مجدداً كطائر الفينيق الذي يبعث في الاسطورة من الرماد .

من الرماد من الرماد من الرماد ثم ألتهم الطريق الذي يلتوي أمامي كأفعى تمد أنيابها لتقضم من حلمي الصغير ضوئه الخافت و موسيقته الازلية بأناشيد كل الامم والاوطان التي لم نسكنها .. هل هذا كثير ؟؟ !!!!!!! , أم أنني أضعت نفق نزولي من مهبل أمي و نزلت آخر الجميع لا يؤكد هذا علمياً قالوا لي أن هذا لا يعقل أما أنا أيها الغالي أستطيع أن أوكد لك أنني أضعته حتماً فلو أن أمي ليست خالدية ولتكن شارون استون لكنت الآن جورج مجهول هوية الأب .. لا علينا يجب أن ننهي مسألة الحياة و إن كان علينا أن لا ننتظر الرفيق الأعلى ليسمح لنا ربما لأنه يريد أن نتعذب أكثر و نعيش حالة الهيام بالموت و السفرللخارج لأن الأثنين (عطلة اسبوعية للحلاقين) تعرف إني استسيغ كتابة القصص لك هذه جديدة تحكي عني إن كنت عاهرة في زمن آخر:

أمور كثيرة جرت أمور يمكن لأي منا أن يحيا بها ويتماشى معها كموضة جديدة سرعان ماتزول لتأتي أخرى نلبسها في حياتنا التي ما فتئ الآخرون يفصلون لنا و نحن نلبس .. كتبت قصة صغيرة عن عاهرة تحيا بنا هذه هي :هذا أنا نعم رفعت ماغيرو !! أيام طويلة لم نرَ أحدنا الآخر (الشاي لم يعد يصلح لقتل الوقت) .. قصيدة لمنذر مصري . . أو ربما قال (الاصدقاء ماعادوا يصلحون لقتل الوقت ) رائعاً هذا الذي اسمه منذر , أشعره حقاً يعلم ماذا بي , يحرك بملعقة مفرداته كل ماترسب من سكر في أعمق حياتي , تفوح رائحة عاهرة من هنا وهناك تضع بارفان مقلد اشتراه لها أحد شباب المدينة من بائع متجول بأقل من 50 ل س بعد أن قال له أنه من الشباب ؟؟. يطلق ذقنه الطويلة مع شاربان يجعلونه حقاً رعباً .., تلبس تلك الفتاة الفقيرة كلسلتها المفضلة تلك التي ترسم على فخذاها معينات شبيهة بقطع البقلاوة التي نست كيف طعمها بعدما ذهب ذلك الخليجي الذي أتاها بطعام وفير وسيارة مبردة كالثلج ؟, سنوات مرت , كانت كل مرة تتفقد نمر السيارات لعل أحدهم يقف لها ويفتح الباب , يالله كم كانت لذيذة تلك البقلاوة طعمها لا زال يهيمن على كل الحلوى التي كان أهل الحي يقدمونه في أفراحهم البسيطة , تلعق فمها تلك المسكينة تتمنى لنفسها حظاً أوفراً ستطالب بكيلو من تلك البقلاوة بل لتجعلها كيلوان انها جائعة وليراتها لا تكفي أكثر من بطاقة باص بلدية ترجعها الى حيها البعيد فأبواها و اخوتها الشباب الذين إن تأخرت سيضربونها ضرباَ قاسياً ,,!تباً لهم إنهم لا يسألونها أين قضت كل تلك الساعات ولا يسألونها من اين لها المال لتشتري الثياب .!, ربما مرة واحدة قال لها أخيها الذي يصغرها بسنتين وقد دخل الكلية منذ مدة : من أين لك هذا الثوب الجديد . . . ! ! ! , كان ذلك رعباً حقيقياً 1 تلعثمت و قبل أن تقل له شيئ , قال لها :

هل استلفتيه من إحدى صديقاتك ,, لم تفكر كثيراً هزت رأسها بالإيجاب و عندما لبسته مرة أخرى كان قد اعتاد على رؤيته لم يتكرر السؤال عندها . إنهم هكذا يتركونها وإن طالبت بالقليل من المال لتشتري شيئاً ترى أن مبررات مهنتها تهون ... مهنة وأي مهنة !!!! عاهرة لم تستمني منذ زمن بعيد , كان مروان يعرف ماذا يلبي حاجاتها الجنسية كان فناناً في ما يتعلق بالجنس لكنه فقير ويريدها له فقط , لم تكن تريد الابتعاد عنه وقد كذبت كثيراً في كل ما يتعلق بعملها أو بعائلتها رغم كل تساؤلاته كيف تقضي وقتها كان يريدها له فقط و في المدة الاخيرة شعرت بأنها يجب عليها الابتعاد فقد قال لها أنه يريد أن يتزوجها وسيرى أباها الذي هو في مخيلته موظفاً في المرفأ قالت له أنه تقاعد سألها عن بيتها حاصرها باسئلة كثيرة , جاءت بمقص الكذب و هربت من هذا الحصار كان بودها الزواج منه إنه جميل و يملك جسماً رائعاً ليس كهؤلاء الرعاع الذين يطؤوها معلنين الحرب على كل الحب و المشاعر , مرات كثيرة اضطرت للذهاب عند الطبيب ليقول لها عليك بأن تجلبي زوجك ( قالت له ذلك ) إنه على ما أخشى لا يعلم كيف يمكنه معاشرتك دون أذية عليك بتعليمه .., كانت تتخيل نفسها وهي تتمدد على سرير الطبيب أنها ستجامع ذلك الفهيم بعلوم الجنس كانت تتخيله أنه أكثر انسان يمكنه أن يأتيها بآلاف الهزات و الرعشات أليس هو من ينتقد هؤلاء الرعاع أقصد .. زوجي ؟

تمر الايام تكبر تنمو على جسدها آلاف القصص و قطع البقلاوة تحفظ كل ارقام التكاسي أوجه البشر مفارق الطرقات كل السنيمات أكثر من عشرات الافلام الهندية آلاف الدموع و الضحكات المزيفة عوالم مسكونة بأطباء و شباب و ثياب انيقة كالتي تلبسها ابنة الجيران أنها أجمل منها لهذا تجد أكثر من خليجي يمكنه أن يدفع لها أكثر .. ليل كثيرة مرت دون ان يغمض لها جفن فراش اعتادت عليه منذ عشرين سنة اصبح ارق من الشرشف الممزق فوقها ,أحلام وكوابيس تتقلب على الجهة الاخرى لترى ان اخيها يهتز , انه في الثالثة عشر من عمره , استهوتها فكرة انه يستمني ضحكت في اعماقها تذكرت صديقتها التي نامت عنهم مرة كانت صغيرة عندها و قد كانت تلك الفتاة لعينة تعلم كيف تأتيها بعشرين رعشة انها معلمة بحق وهي التي عرفتها على اول شاب وقد اغتصبها , انه لعين ابن القحبة هذا لم ينتظر ليمزق ذلك الغشاء الذي تتكلم عنه زميلاتها في المدرسة ارتعبت من فكرة ان احدهم ربما قد يعلم ما جرى لها بعد رجوعها من المدرسة كانت في الصف العاشر لكنها رجعت آلاف المرات اليه لتمارس تلك اللعبة التي تجعها شعر بأنها حقاً كما قالت لها هذه الفتاة الذكية ذات مرة : ستشعرين بصعود روحك الى الجنة .., كان هذا صحيحاً لولا الالم الذي سببه هذا القاسي من اول مرة قالت لها لا تخافي سأجعله يدفع ثمن ترقيعه استغربت بداية الامر و لماذا يترقع انا سعيدة به هكذا .. أفهمتها الفتاة انها لا تقصد اجراء عملية بل لأجل أن تكسبي بعض النقود لتشتري شيئاً , أعجبتها الفكرة لكن من أين لها غشاء آخر ليدفعوا لها ثمن ترقيعة مرة اخرى .. , تخليت أن ذلك لا يكلفها سوى بعض الليرات فأخيها لديه دراجة يرقعها مرات كثيرة ..., , تضحك كلما تذكرت ذلك , انها الآن تدفع رجلاها للمسير نحو موقف الباص تقطع الشوارع مسرعة انه آخر باص و إن فاتها لن تدفع اجار توصيله ممارسة الجنس مع سائق تكسي و من ثم بهدلة و ربما بعض الصفعات من اهلها .. الحمد لله لا زال الباص منتظراً تصعد اليه تقطع التذكرة و تحلم بقطع البقلاوة . . . . . . . . . .

هذه هي أيها الصديق عجباً أن تعجبك لأ تهتم للأخطاء الإملائية أنا لم يهتم بي أحد و جمعة و خميس .. سعدت بمحادثتك أيها الحبيب إني حقاً أحبك من كل قلبي ولا يمكن أن يكون هذا نفاق فأنا لا أنافق ولا يمكنني هذا طوال حياتي لأنني حقيقي منذ القدم .

ليست هناك تعليقات: