٢٠٠٧/٠٦/٠٥

هولندا هارون حمدوش


صديقاي مالك و محمد ( أبو عوض و أبو علي ) ..

جالساً في المطبخ , حيث اعتدت أن أكتب .. !! ... عندما رجعت إلى السويد و بدأت باسترجاع تلك الرحلة ذات العشرة ايام ابتداءً من ضب حقائبي بساعة متأخرة ليلاً ثم متسللاً إلى الشارع المقفر المغطى بالثلوج التي تعكس ضوء المصابيح المنتشرة في الشارع إلى انتظاري الباص الليلي الذي يبعد موقفه عن البيت حوالي العشر دقائق سيراً على الأقدام !!! حاملاً تلك الحقيبة الثقيلة التي حاولت ما أمكن تخفيف وزنها و مع ذلك كانت ثقيلة لدرجة كنت بين الحين و الآخر أقف لأريح يدي وأو أنقلها ليدي الأخرى !! وصلت مطار أمستردام الذي لا يسمى باسمها و انتظاري لكما حوالي الساعة , عندما انتظرتما في مخرج آخر !! ثم لقائنا .. الذي كان من أجمل و أغلى شيء بالرحلة ..

أن نلتقي بعد كل تلك السنين و على بعد آلاف الكيلومترات عن البلد التي ولدنا بها و عشنا و مكان صداقتنا و أوقاتنا معاً .. !! مالك .. هل تذكر عندما كنا نركب الدراجة يوم الأحد و كنا في طريق العودة من رحلة جميلة و مميزة بجانب الطواحين , قلت لي من كان يتخيل أنا و أنت هنا نركب الدراجة !! نعم إنها من الخيال أيها الأصدقاء .. كان يوما جميلاً , و أقول أن الأيام الجميلة هي الأيام التي كنا بها سوية , فسعادتي هناك كانت مرهونة باجتماعنا سوية و كنت في بعض الأحيان أتملل الوقت لأننا لم نقضي اليوم سوية , كان فكري بأننا سنقضي كل الأيام سوية و إن كان ذلك في المساء فقط , لكن سوء التوقيت و ظروف عملكم , أودت بمعظم السهرات متفرقين .. لكن و الحق يقال , بأني ممنون لكم على كل شيء , من الدعوة و ثمن التذكرة و كل الأوقات الجميلة و الأهتمام الذي رأيته منكم .. لن أنسى سهرة أبو علي في ذلك المقهى و انتهاءً مع أبو صطيف المغربي عند مطعم شاورما يعمل به مصري و شاب عراقي أم تلك السهرة التي شاركنا بها ميدالي في ذلك البار بجانب القناة أم بتلك الرحلة التارخية و التي انتهت بشكلها الدرامي إلى أمستردام و اتاحة الفرصة لي بأن ألتقي بأحد أصدقائي ( نهرو ) .. أم تلك الرحلة إلى ذلك السوق التاريخي الذي ذكرني بأسواق استنبول التاريخية إبان العهد العثماني و إتاحة الفرصة لي بأن أشاهد بعض المتاحف و أن أقضي أوقات ظريفة و إن لا أحبذ قضائها وحيداً ..

انتهت العشر أيام , كنت أعيش حالة من الضبابية , فأنا و إن قلت بأنني قد أصبت بالضجر لكنني كنت سعيداً بقربي منكم , فأصدقائي هم خبزي و مائي ..

صديقاي .. الكلام لا يفي حقكما و التشكرات الكبيرة التي سأكتبها لن تفي سوى بالقليل مما أشعر به اتجاهكما ..

في آخر مساء و بصحبتكما على تلفزيون يعرض عشر محطات بورنو , لم أكتشفها سوى بآخر يوم !! , ووداعي لأبو عوض الغالي ثم في الصباح الباكر حيث رافقني صديقي الغالي جداً أبو علي إلى باب القطار و الذهاب دون وداعه كرمز على أننا لم نفترق و بأننا على تواصل مستمر طوال الحياة !!

... تحرك القطار رويداً .. و أنا ألوح لمالك من وراء النافذة السميكة , كان بودي أن أضمك , لكنني شعرت بأننا لم نفترق , فسأكون في المساء جالساً و بيدي سماعة الهاتف و كالعادة أتكلم معك .. فنضحك ..

وصلت المطار و أحتجت لسؤال أو سؤالين لأصل إلى البوابة المعينة و من ثم طلب جواز سفري و تفتيشي بشكل دقيق و بشكل ملفت للنظر من رجل بوليس أفريقي , مما أثار بي دهشة , بأن أوروبة قد فقدت خصائصها و أنها أصبحت شبه إكزوتيك بها من جميع البلدان و نظريتي بأنها في مستقبل ليس بعيداً جداً ستفقد القدرة على الحفاظ بذلك النظام و أن تكون خليطاً يكون به الأصل الأوروبي هو الأقلية !!

اشتريت هديتان من الفائض الذي أعطاني إياه أبو عوض ( مشكوراً ) من المطار و جلست في الطائرة بجانب النافذة , فكان الأقلاع من أراضي يشكل بها اللون الأخضر الأغلبية و هبطت على بلد مغطى تماماً باللون الأبيض , فالثلج قد احتل كل شيء تحت الشمس ....المختفية وراء الغيوم ..

سلامي لميدالي .. لمصطفى .. و شكرهما على الأوقات التي كنا بها سوية .. كما أبو ويليم ( أوزي ) أسامة .. و ريا و كوري .. و قبلاتي للجميلة و اللذيذة بديعة ..

زوجتي و ابني وليم تشكركما كثيراً على الهدايا و الاهتمام الرائع الذي تكلمت عنه .. كان لقائنا جميلاً و سأحمل معي تلك الذكرى إلى يوم مماتي .. لكما مني حب كبير و اشتياق دائم ..

رفعت .

ليست هناك تعليقات: