٢٠٠٧/٠٦/٠٥

المتحف التاريخي


تبدو لي تلك الظلال...انعكاساً لكذبة سوداء قد صنعت المعجزات .. ما هي السعادة و كيف يمكن قياسها و تصنيفها أو العمل على وضع اسس و قواعد لتبيانها و شرحها ...

البارحة .. تكلمت مع معلمتي الستينية حول مقارنة سلبيات و ايجابيات المجتمعين السويدي و السوري , و لي أن أكون أكثر تحديدا بأن ما أقوله هو أنه من و جهة نظري الخاصة و من زاوية وضعي أنا كمهاجر لا يملك امكانيات و أدوات تمكنه من بداية قوية) (ولاحتى موجودة أصلاً )) ترفعه إلى مستوى مقبول مهنياً أم معنوياً بين مجتمع أوروبي مختلف !!

بدأت المعلمة سؤالنا حول حقوق الطفل و القوانين المتعلقة به , لم أعد أذكر من حقوق الطفل عندنا سوى التعليم المجاني , أما مايتعلق بضربه و أكله و كرامته , فهذا كغيره من البشر عندنا..., القانون أهمل ذكرهم !!!

أما من ناحية الأمومة و التعويضات و العمل و البطالة و الخ .. فكان الأمر صريحاً بأن لا مقارنة و أن القوانين عندنا لا تدخل ضمن المقارنات و المسابقات.

و لأدخل ضمن المقارنة تطرقت على أساليب الحياة و عدد ساعات العمل الرسمية التي تنخفض إلى الساعتين يومياً باعتبارنا نعمل من الثامنة إلى الرابعة عشر..( دون ذكر يوم واحد للعطلة ) و أننا نحيا حياة عائلية أكثر حميمية و التصاقاً ببشر آخرين و أننا نهتم و الخ من تلك المشاعر التي لا تعرفها و تقارنها إلا في بلاد ركبت الحياة العملية و نست بأن المخلوق الذي صنعت له هذه الحضارة , بدلاً من سعادته فهو مخلوق تعس بنظري أنا .. و أن الأحوال الجوية من برودة الطقس و الأحوال البشرية من برودة المشاعر قد أثرت على نفسية السويديين , فقد سجلت السويد الرقم القياسي في حالات الانتحار و عدد المريضين نفسياً و أيضاً الذين يعيشون وحيدين في بيوت ضيقة و يعملون لسن السبعين , حيث أن حدود السن المسموحة للعمل هي للسبعين , فترى أغلبهم يعملون لهذه السن لأن لا شيء يمكن عمله بعد سن الستين برأي أنا !!..( يستطيع الانسان التقاعد من سن الستين إلى الخامسة و الستين و حديثاً سنت القوانين الجديدة لسن السبعين ) .. ما يمكنهم فعلة كعامة , بالقليل من الوقت الذي يسمح لهم بحياة خاصة هو أن ينظفوا بيوتهم و يتبضعون لبقية الأسبوع ( ذكرت هذه الجملة ربما مئة مرة في رسائلي السابقة ) أو الذهاب إلى البار و قضاء اليوم التالي طريح الفراش مع و جع رأس..

أما في العطلة السنوية التي تبلغ الثلاث أسابيع فلا أعرف عنها الكثير.., بعضهم ربما يسافر.., و ربما يقضون تلك العطلة هنا و هناك من أماكن مشمسة , لكن يا لمتعة العمر بتلك الأيام القليلة التي يقضونها خارج بلدانهم مع جماعة يتعرفون على بعضهم فيها على الطائرة .. !! أما العلاقات البشرية بين الأهل و الأقرباء .., فتفتخر معلمتي بأنها تتصل بين الحين و الآخر ببناتها الثلاثة اللواتي يحيين خارج بلدتها و لكنها تراهم مرتين بالسنة أو ثلاثة على الأغلب !!

أما الطفل ذلك المخلوق المدلل , فهو و إن كانت كل القوانين تحميه و تراعيه , فهو أيضاً مخلوق لا يأخذ من ذلك شيئاً , فأمه بعد السنة الممنوحة لها كأمومة , تضطر المسكينة إلى العمل لتوازن المصروف و يضطر هو إلى الذهاب يومياً إلى الحضانة لساعات تمتد ربما حتى عشر ساعات يومياً ما عدا طبعاً السبت و الأحد .. فربكم , أين هذه السعادة و الحقوق بعد كل هذا .. !!

كنا نستغرب بأنهم لا يشعرون بتلك العواطف التي تتملكنا نحن حين نفترق حتى عن أصدقائنا !! هذا لأنهم اعتادوا على ذلك منذ الطفولة , أن يحيا كل منهم حياته معزولاً حتى عن أمه و أبيه و أخوته , فما تبقى للعلاقات غير هذا فهو هش !!.

أكمل لكم لا حقاً فهاهي الساعة السابعة و الربع و يجب علي أن ألبس و أذهب لمحطة القطار و أركب إلى استوكهولم , فهناك أشعر بالقليل القليل مما حلمت به عن الغرب .. تلك العمارة و ذلك الجمال ..!

رجعت.......!!!!

في المساء و بعد الطعام ومكالمة مع طارق امتدت إلى الساعة تقريباً و كجمجة وليم شكيب , جلست في المطبخ أكتب لكم قليلاً عن رحلتي اليوم إلى تلك المدينة الرائعة ...استوكهولم !

وصلت محطة القطار الساعة الثامنة و بعض الدقائق و ربما كان الوقت مبكراً جداً على لقاء أحد من الزملاء الذين سأترافق معهم إلى هذه المتاحف .. جلست على تلك المقاعد الخشبية النظيفة و مئات البشر يعبرون المحطة من كل صوب , حاملين تلك الجرائد المجانية الصباحية كمجلة الميترو و سيتي و الخ من تستطيع أخذهم من أماكن منتشرة في كل مكان .. كانت الفتيات اللواتي لم يتجاوزن السادسة عشر أغلبية تلك الفئات العابرة من أمامي , أخذت الجريدة و بدأت تصفحها , كان الموضوع الأساسي في كل هذه الأيام عن رمضان و الدين الاسلامي و العدد المتزايد من المواطنين الذين يدينون بدين الاسلام و مقارنات الأديان الأخرى من هندوسية و مسيحية و بوذية و شرح بالصور و الرسوم عن أسماء الحجاب كالكاب و أربع أنواع أخرى نسيت ما أسمهم , منهم ما يستعمل في افغانستان و ايران و البلاد الشرق الأوسطية و الخ .. المهم كان ذلك ما يهتم له الأوروبيون في صعود نجم الارهاب الأسلامي على الصعيد السياسي و العقائدي بعد ظهور أسامة بنلادن و الانتحاريين الفلسطينيين و حديثا الأتراك و العراقيين و من ثم الاندونيسيين و الفلبينيين و بدء الحملة الأمريكية في وشم الأسلام بالإرهاب .. و مع أن السويد من البلاد التي تراعي الأديان و حرية الرأي , ذهب رئيس الوزراء في بيان له عن الأرهاب بان قال و بغباء مدروس : يجب أن يقف إرهاب المسلمين , لا علينا .. في الساعة الثامنة و النصف و الخمس دقائق جاء زميل وزوجته و وقفنا سوية ندردش عن كسر يدي و سقوطي و بينما نحن هكذا رأيت رجلين في الثلاثينات من عمرهم يتعاركان و ذلك أمر غير مألوف في السويد , لكني سرعان ما رأيت بأنهم عرب و خلال دقائق كنت قريبا منهما و هما ينهلان الضرب ببعضهما , قال لي صديقي لا تتدخل , زادت حيرتي عندما رأيت البشر يقفون دون أي رد فعل و كأنهم يشاهدون مباراة ملاكمة على حلبة , فما كان مني إلا أن اقتربت من أحدهما و مسكته و أبعدته عن الآخر و جاء شاب مغربي آخر مسك الآخر و أبعده أيضاً لكن الأمور لم تنتهي عند هذا الحد فما أن تركناهما هجم أحدهما على الآخر و بدأت الجولة الثانية و الدماء تنهمر من كلاهما فمسكناهما مرة أخرى و أبعدناهما لكن لا ينفع هذا للمرة الثانية عندما تركناهما رجعوا و تعاركوا حتى انهار أحدهما من لكمات الآخر و انفضت اللعبة حيث ذهب كل إلى الجهة أخرى .. كانت دقائق عرفتني على وجه آخر من السويد و عاداته أن لا تتدخل بما لا يعنيك .. لكن البشر يتعنوني حتى و إن لم أكن أعرفهم !!

جاء زميل آخر و تأخر الرابع ليلحقنا في القطار التالي الذي يغادر بعد ربع ساعة , و بدأت الرحلة .

وصلنا استوكهولم لتستقبلنا معلمتنا بابتسامة .. انتظرنا الطالب المتأخر الذي وصل تماماً بعد ربع ساعة و ركبنا الباص الى المتحف , كانت الدخولية بعشر كرونات باعتبارنا طلاب و من ثم بدأت المعلمة التي أعتبرها أنا شيء خارق من المعلومات و اللطافة و التواضع .. باعتبار ستة لغات و تاريخ و فلسفة وتربية و كومبيوتر و لغة و علم الأنتروبولوجيا .. لم أسألها على شيء إلا و أجابت عليه , شيء واحد لا تعرفه هو اللغة العربية و التاريخ العربي , و هذا بالنسبة لها صعب كما تقول , لكني على يقين بأنها يوماً ستدرسه إذا أطال الله بعمرها .. شرحت لنا على المتحف قبل أن ندخل .. من صمم المبنى لماذا صممه و على أي طراز ما الدوافع و كيف كان تصميمه الأولي الذي كان أكبر بكثير من الواقع .. ثم و لجنا الداخل لأرى بهو رائع منار من فتحات السقف الذي يعلو حوالي الخمس و العشرون متراً .. ووكل المباني السويدية رتب المتحف حسب الأبجدية و التواريخ و الأقسام المتعددة من الحياة الاسكندنافية من طراز الصحون حتى الأحذية منذ العصور الوسطى حتى الآن .. كان شيئاً رائعاً حقاً .. ثم خرجنا إلى مزرعة الحيوانت و هي حديقة كبيرة جداً بها مطاعم و أقسام للحيوانت ابتداءً من الفقمة حتى البومة و الدببة و الشمبانزي و الخ .. ربما أنا لا أستمتع بسجن الحيوانات ولهذا سارعت بطلب من يانهاء الزيارة و الذهاب لمطعم نأكل به .. فذهبنا لكننا لم نوفق في مطعم يمتعني بأكله .. كان المطعم يسمى ( نسيت ) لكنه مملوك من سريان أتراك و الأكل كان تعساً كأصحابه !!

طلبت رز و فلافل .. هل هذه هي التعاسة الحقيقية .. تذهب لاستوكهولم لتأكل فلافل و رز و كوكاكولا .. و مع أنني كعادتي آكل الصحن كله, إلا أني لم أستثيغه و لم يعجبني و لم أشبع .. ثم ودعنا المعلمة و رجعنا بالقطار إلى سودرتالية التعيسة جداً .. كان شعوري باقترابي إلى سودرتالية كاقترابي من الحدود السورية عندما أرجع من لبنان , رائحة الهواء تتغير ( البنزين اللبناني له رائحة مختلفة و أحبها ) .. ودعت زملائي و ذهبت إلى حيث دراجتي ( دراجة زوجتي النسائية ) فتحت القفل و اخترت المشي بجانبها قاطعا ساحة المحطة و من ثم ساحة السنتروم و من ثم الكنسة و الجسر إلى بيتنا مروراً بالمصعد .

لا أعرف هل أنا حي أرزق أم أنا حي أزرق , الأثنان بهم شيء من الغباء لقولهم , أما الأولى فأنا لا أرزق من شيء ( إن كان المقصود بالدخل المادي و ليس الطعام ) , بعد سنة و شهرين من أقامتي في السويد أما أزرق و هذا ليس له معنى , فأنا حقاً ملطخاً بمواضع كثيرة من جسدي عندما وقعت البارحة باللون الأزرق ..

استوكهولم .. مدينة الشوارع النظيفة و الفتيات الصغيرات

مدينة المتاحف و السياح

... مدينة المقهورين .... الذين يحتسون الشاي الإيراني على طاولات مقاهيك

كم علي أن آت إليك .. لترحل دهشتي من جمالك ..

شعرائك و كتابك لم أفهم منهم سوى ذلك الأنين التي تسمعه أذني المليئة بموسيقى موسيقييك الموهوبين

نيلز فيرلين , ايفيرت تاوب , بيلمان , آثرت أن أقرأ لهم الكثير لكني .. عذراً منك يا مدينتهم الجميلة .. كانوا يعنون لي أنت .. وربما العذر لهم ..!!

كم من المتاحف قد تبق لي أن أزورها و كم من الكنائس و كم من المقاهي و كم من الشعر يجب علي أن أقرأ ..

أما آن لي أن أرتاح و أترك حبك يغزو عظامي و أرحل دون تماثيل دون صور دون أوراق ... نظيفاً كشوارعك ....فوقها ملايين الأحذية ... تمر !!

في بداية يوم آخر أكتب لكم , البارحة لم أذهب للمدرسة و اليوم أيضاً ..سأكتب قليلاً عن البارحة ..

.. عندما استيقظت , كنت قد قررت منذ البارحة عدم الذهاب إلى المدرسة مع أنني استيقظت على منبه الساعة التي عادت زوجتي و وضعت المنبه بعد أن أبطلته البارحة .. المهم استيقظت وبدأت يومي بأن علي أن أحاول ولو قليلاً دراسة شيء ما قبل الفحص العام .. جلست و لملمت ربما آلاف الأوراق التي لا يبخل السويديون بها عندما يتعلق الأمر بالتعليم و التمارين و ما إلى هنالك !!

أحسست بأن الأمر سيكون سهلاً , أن أضع الأوراق و أقرأ , هذا ما يمكنني أن أفعلة مع بعض الكتابة لتحسين املائي و سؤال زوجتي عن ما يمكنها لمساعدتي !! بدأ الأمر و كأنني سأنتهي بساعتين من كل ما أعطونا إياه من معلومات !! ما حصل باني بعد نصف ساعة اكتشفت إني أعلم من الصينية ما أعلمه عن السويدية مع الفارق البسيط أنني لم أذهب إلى الصين و الفحص ليس بالصينية ( بالطنجرة ) تعبت و شعرت بأن كل شيء قد انهار أمامي , لا اللغة و لا إكمال ما كنت أرجوه من متابعة الدراسة و دخول كورسات تصميم و ما إلى هناك من أمور أحبها و إن لم تدر منفعة مادية , حيث العمل بتلك الكورسات التي ربما تطول لمدة سنتين حسب الاختصاص , في سوق العمل السويدية بالنسبة للأجنبي , لاشيء فالسويديون و منهم العاطلين عن العمل كلهم قد خضعوا لتلك الدورات و معهم أكثر من اختصاص و مع هذا سوق العمل متخمة بالمهندسين و التقنيين و المهنيين و ليس لهم أي فرصة عمل باختصاصهم , فتراهم يقدمون على وظائف كسائق شاحنة , ( دورة سائق شاحنة تكلف كثيراً و لستة أشهر بعد حصولك على شهادة سيارة عادية ) أو كسائق تاكسي ( أيضاً دورة دراسية و فحص عام و هي صعبة جداً ) المهم مع ذلك وجود هذه الوظائف أيضاً ليس سهلاً ..!!

ضبضبت أوراقي و بدأت أحضر طعام اليوم أخرجت دجاجة من الفريزر و الباذنجان و البطاطة و البصل و الجزر و البازيلاء و بدات بالتحضير و الطبخ و ( النفخ كما يقولون حتى الساعة الثانية ) حين اتصل طارق الخطيب و دعاني إلى استوكهولم لمقابلة بعض الأصدقاء هناك و دردشة اشتقت عليها ..

قبلت بسرورفتلك الدعوات لا ترد بالنسبة لي !! و اتفقنا الساعة الرابعة و هكذا كانت السهرة مع أربعة أشخاص عرب ظريفين , بدأت بلعبة بلياردو و انتهت بمطعم للساعة العشرة و النصف رجعت إلى قواعدي سالماً و رائحة الدخان تملىء ثيابي , تحممت و أكلت ثم نمت الساعة الواحدة , اسيقظت صباحاً اسعل و أكح و أعطس , المرض قد تغلب علي , رغم كل الفيتامينات التي آخذها و الشاي الساخن الذي أكثرت منه في الآونة الأخيرة ,, كله لم ينفع , فقد انهارت أجهزة الدفاع و شككت بأنها عربية التكتيك , تحت جرثومات ضعيفة اخترقت كل أسرار و ملكت مفاتيح مملكة جسدي .

ها أنا الآن , في المطبخ درجة الحرارة في الخارج كما يبان 20 درجة فوق الصفر( البارحة 2 فوق الصفر ) و الشمس ساطعة بقوة 1500 شمعة اضطررت أن أغلق تلك الستائر المعدنية لتحجب الضوء قليلاً عن الدخول و اقتحام المكان ولأستطع رؤية شاشة النقال التي أظن بأن عمرها قد باشر بالإنتهاء !!..مثل عيناي ربما.!!

اليوم بدأت بالكتابة لكم و مع اصرار زوجتي بأن أحاول الدرس قليلاً أشعر بأن كل هذا لن يجدي نفعاً و للأسف أقول بأن الشيء اللا مستغرب بي , بأني أهزم بسهولة للسهولة نفسها !! الأسهل لي أن لا أحاول و إن كانت النتائج سيئة فلا زعلة ..

هل أطلت الرسالة هذه المرة .. ربما , كان لي أن أكتب لكل منكم جزء منها , لكنني قررت أنني لكم كلكم , و لا أظن من بين أصدقائي من يقول لي لماذا لم تحدد لمن رسائلك و أن لكل منكم خصوصية ما ..!, و هذا صحيح , لكن رسائلي فوق كل الخصوصيات و ما أشعره بانني أتواصل مع الجميع و أن الجميع سيقرأ ما أكتبه لهم و هو في المقابل , ولكل منهم على انفراد , سيشعر بهذه الخصوصية ..

إلى الجميع و مع الأسماء ابتداءً بالأهل كلهم دون ذكر الأسماء و الأصدقاء , دون اعتبار الترتيب , محمد و مصطفى حموي وحسام ووسيم ,اسبيرو, طارق , علي , باسم , ريم , ندى , أسامة , سهيل , عبد المنعم , غسان , نهرو, نزار, أبو علي مالك , محمد أبو عوض , منذر سلواية , سمير , أمجد , عمار , بها , أحمد , هيثم , مأمون , فادي , كميل , مروان ,جرجس, فايز الجميع بدون أي استثناء , ومن يهمهم أمري .. !!

ليست هناك تعليقات: