٢٠٠٧/٠٦/٠٥

ليفض الحب


العزيز و الصديق ..

ربما أنت الوحيد الذي يمكنني أن أعتمد على مصداقية مشاعره و على صدقه في كل شيء ..

و أنت تذكرني تماماً بي عندما يتعلق ذلك الشيء بصديق أو بأي شيء أوكلنا عليه , فيظل ذلك الشيء معلقاً فوق رؤوسنا حتى نكمله على أكمل و حه ..

فعندما كتبت على ما حصل لك بشأن الرسائل التي أوصلتها إلى أصحابها شاكراً , ذكرتني بي عندما كنت أستلم رسالة ليست لي بالخطأ , و كنت أقضي أياماً أبحث عن صاحبها الحقيقي بالسؤال في البريد الذي لا يهتم أصلاً و بما أن المشكلة لا تهمهم , فكنت أبحث و أتحرى عن صاحبها الأصلي حتى أصل إليه شخصياً و أعطها له ..( حصلت مرتين ) لكن ما قصدته أن بعضا من الشباب ممن أرسلت لهم رسائل ليوصلوها إلى أصحابها فأفاجأ بأن الرسائل لم تصل , فأحزن على تلك المشاعر و الكلمات التي ضاعت قبل أن تصل لصاحبها !! و هم كثر ... صدقني ..!

المهم بعد كل ذلك الرغي و الكلام , كان علي أن أشكرك كثيراً , لما لقيته من اخلاص ليس لأني صديقك و هذا ما يعجبني بك أكثر بل لأنك متفان في عملك و مخلص بما قد وعدت به !!

الحياة هنا كما تقرأ من الرسائل التي تصلك "و التي أعممها على الجميع لأني أحب الجميع" أصبحت عقيمة و مملة , لا شيء .. و أعني لا شيء يربطني هنا سوى ابني وزوجتي و بعض المنغصات التي أتذكرها بين الحين و الآخر عن بلدي الحبيب !! و كما كتبت في آخر رسالة و ربما تصلك مع هذه الرسالة , عن تلك المنغصات و الآلام التي تصيبني من جراء تلك المظالم و الرخص الانساني الذي توصلنا إليه هناك .. قضيت كل هذا الشهر مريضاً و في بعض الأحيان ظننت بأني سأموت , فعندما ظهرت بعض البقع على يدي و بدأت بالحكاك و الألم ظننت بأنها النهاية و بدأت أراجع كل نقطة أتذكرها في حياتي , كان ذلك شريطاً سينيمائياً من اللقطات الحزينة و المثيرة للبكاء , فأنا لم أذق طعم النجاح في حياتي و لم أصل مهما عملت إلى نتيجة ترضيني و لم تكن السعادة يوماً من نصيبي , ماتت والدتي و أنا في السادسة عشر و حرمت من والدي عندما تزوج بعد أربع سنين ثم سجنت في عسكريتي التعسة وفي أسوء سجن وهو تدمر و عندما انهيت خدمتهم الالزامية تزوجت من مشكلة لسنة و نصف ثم مرت السنين و لا أعلم من الكلمات في و صفها سوى أنها شكل من أشكال البوهيمية لكناه لم تخل من منغصات الارهاب الفكري و الاجتماعي , كان لدي فتيات يأتون إلي لكن كان وجودهم عندي أشبه بحملي سلاح غير مرخص فكنت بكل لحظة أشك بأن الأخلاقية ستأتي و تحيل حياتي إلى جحيم , لذلك حتى ما كنت أحسد عليه .., كان من المنغصات التي لا تبارحني هناك .. !كان كل شيء على هذا المقياس في حياتي , ساعة المياه التي تعطلت و ساعة الكهرباء القديمة خوفي على أهلي و أصدقائي , كان كل شيء قاتماً , كان أي جرح لأحد .. يؤلمني أنا !! و كنت دائماً أتوقع الأسوء و عندما كنت أحلم بالحياة خارج سورية ظننت بأني سأتخلص من كل هذه الرهابات ( الفوبيا ) عندما أتيت هنا و بجانبي زوجتي , عشت لحظات من السعادة لكنها كانت غير مكتملة فكان يتخللها الخوف من المستقبل و صعوبة التأقلم و اللغة و إلى ماهنالك من المنغصات التي تزيد عندما يتعلق الأمر بشخص مثلي ..!!

لا أدري لما كان علي أن أعيد عليك حياتي التي تعرفها أكثر مني اللآن , بعد كل تلك الرسائل التي تتعلق بي ..! لكن و كأننا نتشارك صحن من الحمص عند أخوك مأمون .. الذي رأيتة للمرة الثانية في منامي البارحة ( سلامي له كثيراً )

الكثير مما أستطيع أن أتذكره و أتذكرت .. أصدقائنا و أهلنا و أماكن لهونا و طفولتنا , حبنا الأول و الكثير.... الكثير مما يترك الفلب يدمى و يتوجع .. !!

لتحب الجميع املأ قلبك و ليفض بالحب .. أعط و لا تنتظر الأخذ .. كن جميلاً في الداخل و الخارج .. أعط الفرح للآخرين و لا تحتفظ بالحزن حتى لنفسك .. محمد .. وداعاً الآن .. حتى نلتقي سلامي و حبي للجميع .. جميع من تراه و من تعرف ... رفعت .. و .. كاتارينا ووليم شكيب المصري ...

ليست هناك تعليقات: