٢٠٠٧/٠٦/٠٥

فادي دالي


السويد في 29 تشرين الأول 2003 ..

أخوي أبو الفاد الحبيب ..

ربما بدأت كتابة هذه الرسالة عشرات المرات ثم أرجع بذاكرتي إلى الوراء و أرى بأني لم أكن أحسن من نزار و إن اختلفت الأمور .. فقد ذهبت دون وداعك و توصيل الديسك لأخيك .. لأني لم آخذه أصلاً .. طبعاً نقاصة و من دون كتابة كل ما يخطر ببالك من اعتذارات فهي لن تفيد و مبررات مهما كثرت فهي لن تكون كافية , ما قد حصل حصل و أتيت إلى السويد دون أن آتي إليك و أودعك و هذه تكفي !!

فادي الحبيب ..

بعد كل ذلك الكلام فالإعتذار واجب .. فها أنا أعتذر و كثيراً و لن أسرد المبررات لأنها تعفنت بفعل الزمن و النسيان .. أعرف بأنك ذو قلب كبير و تسامح .. أليس كذلك أم تريد زعلة اخت محلوشة .. ونخسر بعضنا..

أخي و صديقي فادي .. السؤال عن صحتك و العائلة الكريمة وولديك الله يحميهما و يحرسهما , و الوادة الكريمة الله يحفظها و يطول بعمرها .. ثم أحوالك أنت يا عزيزي .. كيف أمورك و أعمالك انشاء الله تحسنت الأمور و بدأت الأمور ترجع كما كانت وإن كان لا شيء يرجع كما هو !! المهم الصحة يا أبو الفاد و لا تعتقد بأن الأمور في الخارج هي أحسن .. كان كل ذلك نكتة سيئة لا ترسم على الفم حتى ابتسامة صغيرة .. السويد و أظن أخيك أدرى مني بتلك و تكلم عن الأمور هنا .. فأخيك الثاني إن سمحت لي بذلك أن أصف نفسي , بعد سنة من إقامتي هنا ... صفر .. لم أعمل .. لم أدرس سوى اللغة ساعتين في اليوم و طبعاً لولا زوجتي لما وصلت لغتي لهذه الدرجة !! و هي أصلاً درجة سيئة و للآن لا أتكلم السويدية بشكل 25% مثل الأجانب !!

الطقس غليظ في الصيف و لئيم في الشتاء .. البرد و الحر , كل شيئ ليس معتدلاً كبلادنا ..

تظنني أبالغ في ادراج السويد من البلاد السيئة .. لا .. فالسويد للسويديين و للناس الذين لا يأكلون في بلادهم أو المطاردين أو أي شيء يمنعهم من الحياة في بلادهم الأصلية , أما بالنسبة لي.. فقد كانت السويد التي زرتها المرة الأولى كسائح تختلف 100% كمقيم , حين بدأت النقود التي جلبتها معي بالنفاذ و بقيت دون عمل أو دخل , و إن كانت زوجتي لا تفكر بمضوع المال كشيء مفصول عن الزوجين فما تملكه و ما تقبضه هو لكلينا , ومع هذا شعرت عندما نفذت النقود بأني أصبحت انسان ضعيف لا حول لي و لا شيء لأعمله , بدأت المدرسة بعد أربع أشهر من مجيئي و بهذا كان لي منفذ لأخرج من البيت و أتسكع قليلاً في شوارع البلدة التي أقطنها و هي معدودة لصغرها و ربما جبلة أكبر منها .. المهم كانت فترة الدراسة التي استمرت للآن نوع من الفرصة الثمينة التي استطع بها الالتقاء بالبشر , عراقيين على الأغلب , ففي الصف الذي أنا به 20 طالب منهم على الأقل 12 طالب وطالبة عراقيين و أربع سوريين و تايلندية و اسبانية , انكليزي واحد و نمساوية رجعت بعد أربع أشهر إلى فينا .. لا شيء هنا يمكنك أن تقول عليه أفضل من عندنا ما عدا الخدمات , التي يقدمها البلد , كالمساعدات للذين لا يعملون , التقاعد , تخديم البلد كالنظافة و الترتيب , لطافة البشر و تعاملهم معك كإنسان , أم ما يتعلق بتلك الحميمية مع الآخرين كعلاقاتنا مع الأصدقاء و الأقرباء فهي هنا نادرة إن لم تكن معدومة .. !!

أبو الفاد أظن بأنك تعلم بأن ابني وليم شكيب قد أتى و مع ذلك لم تتصل مع أن رقم التلفون معك وقلت في نفسي أإلى هذا الحد أنت غاضب علي .. لدرجة الطظ و الفش و أبو خريط و الصغير و الكبير و المأندد بالسرير و خريط و مريط و نطاط الحيط ... اتصلوا بي و باركوا جميعاً بإبني إلا أنت .. و مع ذلك قلت بأنك لك أسبابك .. لا بأس أبو الفاد مسامح .. و المسامح كريم أليس كذلك !!

فادي الحبيب ,,

ابن الحارة و صديق عزيز و غالي علي .. أرجو من الله أن يوفقك و أن تكون بألف خير .. سلامي الحار و الكبير لك .. و دمت لأخيك رفعت ..

ليست هناك تعليقات: