٢٠٠٧/٠٦/٠٥

عيد الشقليبات


أحمد بلة , صديقي ..

مبروك يأبو فؤاد وكرم .. و الله يكون بعونك , فأنا من ولد واحد ما مخلص حالي , بكاء و صراخ و ..و...و..و أنت تعلم !!

المهم ها قد جاء الأمير الثاني جعله الله يربى بعزك .. أليس هذا ما يقولونه !!

اليوم هو أول يوم عيد , الشقليبات و الزنزوءات و موتورات الطيزطيزة و السينيما الخرسة و كوكتيل السعدية و سحلب السبيعي و شعيبيات الحموي و فلافل الحموي في مكان آخر .. كل هؤلاء كانوا يعنون العيد مع دخلة سينيما على فيلم لغوار أو شمشون الجبار , إما في سنيما اللاذقية أو في سينما الاهرام و في زمن أكثر عمقاً في التاريخ كانت أوغاريت ملكة السنيمايات لكنها كانت تعرض فقط الأفلام الهندية و العربية .. كان العيد له طعم , ربما لي خاصةً حيث كنت أقضي أول يوم العيد في طرطوس , بيت جدي رفعت , حيث كنا جميعاً نسافر في منتصف الليل إلى طرطوس و حضور صلاة العيد و مع مايرافق هذا اليوم من برويوكولات الطعام ثم رجوعاً إلى اللاذقية مع ما أعطتني إياه عمتاي من مال و هدايا !!

أرجع لمدينتي .. حاملاً فرحي و( ظظ~~~ؤئئ ) هذا ماكتبه وليم شكيب حيث بدأ كتابة أول كلمة على الكومبيوتر مفهومة و هي طظ .. !!

أرجع هذه المرة إلى رسالتي و ما سأكتبه لك .. أرجع لمدينتي و أحمل سيفي البلاستيكي و فرد الطقطيق و أجتمع مع بعض الأولاد لنبدأ مغامرة العيد بالذهاب إلى ساحة العيد في الصليبة .

ربما كانت ترافقني أختي في ذلك الزمان أو أحد ما يكبرنا للإنتباه علينا و حمايتنا , فنركب الشقليبات الخشبية التي لا زالت أصوات طقطقة مفاصلها ترن في أذني لكما دفع بها ذلك الشاب المفتول العضلات فتهتز و تصعد بنا ثم ما تلبث أن تهوى فتقفز قلوبنا معها , و من ثم تحولت إلى معدنية في آخر مرة مررت بها إلى هناك و بها محرك كهرباء , هكذا بعض الدورات و ينتهي الوقت!! ثم نشرب السحلب المغشوش ومن فوقه قشرة من القرفة التي تعوم فوق ذلك الطبقة من السائل اللزج بسبب النشاء , لكنه كان أطيب من أي سحلب صنع في البيت , كان كل شيء في الخارج له الطعمة الأصلية مهما كانت ظروف و طريقة والمواد التي صنع منها !! ثم نصف أبريق كوكتيل و ربما جزر و تفاح في ذلك الوقت أو ليمون ( برتقال ) إلا أن العيد كان لا يكمل إلا بسندويشة فلافل من عند الحموي ( الله يرضى عنه ) له صله قربى مع صديقي غسان حموي صللوم!!

ثم طحشة السينما , إذا كان الفيلم لغوار و لا زلت أذكر فيلم زوجتي من الهيبيز الذ توج ابنه صباح في مخيلتي كملة سيكس أو ذلك الفيلم الآخر مع رشدي أباظة ربما و المرحومة سعاد حسني , لا أعرف .. لكن كان الفيلم الذي نحضره مهما يكن مصحوبا بموسيقى تفصفص البزر و مسبات خلاعية و تصفير حاد كلما ظهر من جسد الممثلة بعضا من عريها !!

انتهى ما يسمى بالعيد , لا يوجد سينما صامتة و ربما سندوشة فلافل الحموي و سحلب السبيعي أصبح بيتزا و كوكاكولا , أو همبرغر مع كولا صنع بيت الجود أو بيت اسماعيل بدل أورانجوا أو سينالكو !

كل شيء يتغير .. نحن نتغير .. وكل شيء ينتهي كما نحن !!

و يبدأ بذات الوقت شيء آخر ! هكذا عاشوا من جاؤوا قبلنا و هكذا عشنا و كذلك الذين سيأتوا قبلنا !!

أخبرتني حماتي بأن برنامجاً عن العيد سيعرض في التاسعة صباحاً على التلفزيون الرسمي .. فتحت التلفزيون و شاهدت الربنامج بل و سجلته على الفيديو .. كان الامام مرتبكا و أظنه من شمال أفريقيا .. أبيض ذو لكنه مغاربية أو تونسية , قرائته متوسطة حين يحاول التجويد و سيئة في قراءة السويدية بعد الخطاب العربي و مقابلات مع عرب مسلمين و ما يعني لهم العيد .. الطعام و الثياب الجديدة .. الجميع أصر على ذلك .. ينتهي الصيام بجائزة الأكل الفاخر و كأننا كنا محرومين من ذلك قبلاً , و حسب ما أتذكر أن طعام رمضان هو الأفخر طوال أشهر السنة !! و من ثم مقابلة مع عائلة مسلمة و أظن ربما من فلسطين او سوريين لا أعلم و ربما لبنانيين لما من هؤلاء تشابه كبير في الشكل و الاسلوب !! و كيف يشترون الهدايا للأطفال كتشبيه لطقوس الكرسمس ( عيد الميلاد ) , شعرت و أنا أحضر هذا البرنامج بأنهم قد نجحوا في اظهار المسلمين بالشكل الذي لا أحبه , فالذين ظهروا في البرنامج كانوا لا يتكلمون السويدية بالشكل الجيد و لا هم عرفوا ماذا يمكنهم أن يتكلموا عنه , كانت المزيعة الحسناء الشقراء مع المرأة المحجبة ذات الأنف الرفعاتي و الجسم البالوني , مثال على اختلاف لا مثيل له من النوعية و الشكل !! انتهى البرنامج و لا زالت سعلتي تحفر في قصباتي الهوائية تلك الأخاديد التي تميتني من الألم كلما سعلت !!

حمادة الحبيب أرجو من الله تعالى أن يحقق أمانيك و أن يحفظكم و العائلة كلها و تهانيني بكرم أفندي و العيد ( الشامينيون )

البارحة تكلم معي عبودة حموي و لمدة 20 دقيقة , ضحكنا كثيراً و قال بأنه لن يأتي للاذقية حتى السنة التالية و ربما بعد رمضان التالي !! و نصحني بعدم الرجوع إلى اللاذقية و أن أنتظر مثله سنة أخرى .. و أنه لا يرى سوى بشار و صاحبكم الآخر وائل حداد على ما أظن ..

أما صفوان اختيار الذي بدأت مراسلته منذ مدة فهو ليس موجوداً في مدينته و لذلك ترد على رسائلي زوجته اللطيفة و تبعث لي بصور مريام ريثما يحضر صفوان .. أبو علي هارون يتكلم دائما ً و سيم طلب مني رقمك ليتلفن لك لكن للأسف لا أملكه !! أما ما تبقى من أخباري فأنا على حالي مع مرض قد ينهي ما تبقى مني .

البارحة عملت فحص عام باللغة و الشيء الغريب أنني خرجت من الفحص و كأنني سأكسح الجميع و بعد قليل أكتشفت دون مساعدة أحد بأني أخطأت قليلاً و بعد 24 ساعة ربما لا أنجح !! هكذا الحال معي لا شيء يسعدني يبقى معي ..

أول يوم العيد باق في البيت , حتى إني فكرت بالاتصال بطارق لتهنئته بالعيد لكن لا أحد ربما مجتمعاً مع بيت أخته و أصحابه , أو يعمل لا أعلم !!

البيت مليئاً بالصياح و البكاء فوليم لا يهدأ من الصراخ و أظن بأنه مكرب مثلنا !! كالعادة !

أبو حميد الحبيب ماذا حصل معك بشأن توصيل رسالتي إلى عبد اللطيف أبو شامة , لم تقل لي عنها أي شيء !! علامات استفهام كثيرة على هذا الموضوع كلما بعثت رسالة لأحد ليوصلها لأحد ما و من ثم لا خبر و لا مخبر .. على الأقل , وصلت رسالتك وهو يشكرك عليها !! فأرتاح بأن الرسالة قد و صلت و أن لا أفكر بها و ارسالها لأحد آخر !!

وشكراً جزيلاً .

سلامي و تهانيي الكبيرة لخالد بلة العظيم صديقي المؤمن و معه أبو سليم حبيبي الآخر .. اشتقت لهم كثيراً و أرجو من الله أن يكونا بألف خير و سعادة مع عوائلهم !!

سلامي و تهانيي بالعيد لبيت عمتك سعاد و كل ما يلف لفيفهم و إلى اللقاء في رسالة أخرى ليست كرسائلك المقتضبة و الملخصة ..

رفعت .

ليست هناك تعليقات: